الأربعاء، 17 يوليو 2013
7/17/2013

الوظيفة الأسمى




الوظيفة الأسمى

الحياة سيارة، والكون متحرك، والناس يغدون ويروحون، وكل شيء يمشي إلى الأمام أو إلى الوراء، والمسلم الحق في هذا الخضم دائم الحركة، لا يعرف الركود، مفتّح العينين على هذه الحركات، والتطورات، مراقباً هنا وهناك لما يجري أمامه، ومن خلفه، كي يعرف مساره في هذه الزحمة، ومكانه في تلك الزوبعة.

المسلم الحق صاحب رسالة، وصاحب مهمة، وهو يدرك وعورة الطريق، ومشاقّ السفر، هذا النموذج من الوعي يصبّ في ساحات الأفراد والقيادات، ليس لهم هم إلا تنوير الناس، وسوق قافلتهم في النور إلى الأهداف الإنسانية النبيلة، تمتلك أفئدتهم الغيرة على الأمة، وتعتصر أذهانهم الرحمة بها، وتدفعهم العواطف الطيبة للتضحية بالجهد والوقت من أجل سعادتها، وكف الأذى عنها، والمسلم الحق سواء كان في صف العامة، أم في صفوف القيادة دائم الفحص لخطوته، مفتوح العينين على تصرفاته، إذا أحس بضرورة التفكير لتكتيكاته غيّر فيها، وإذا شعر بخطأ في تصرفاته تنحّى عنها، وأصلح ما كان منه، فليس هو حاطب ليل، ولا منخدع بسراب، لا يهتف لما لا يعرف، ولا يتبع كل ناعق، لذلك نراه يقف كل حين وقفات على الطريق ليحاسب نفسه، ويمعن النظر في أمره، يفتش عما عساه أن يكون غشي سلوكه ما لا يحل له، ولا يرضى به ربه عز وجل، متيمماً قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنّى على الله الأماني) رواه أحمد.

إن هذا المؤمن الواعي من شأنه بين يدي مهمته أن يستفيد من كل ما جاءت به العلوم والفنون، والمعارف، والمعطيات الحضارية، ليتخذ منها مراكب يمخر بها العباب نحو مقاصده السامية، وأهدافه النبيلة، فليس هو بالمغامر الجاهل، ولا المقامر الأحمق، ولا هو بالطائش النزق، ولا الأعمى المغرور.

لذلك فإن علينا دائماً أن نعيد النظر ونعيد التخطيط، وليس في ذلك مشكلة إذا ما عرفنا أن خبراتنا ومعلوماتنا تزداد كل اليوم، وإذا ما بقي الهدف واضحاً أمامنا، فإن علينا دائماً أن نتأكد أن نسير مباشرة نحو الهدف، وأننا لا ننحرف عنه إلى ما سواه.



د. طارق محمد السويدان

0 التعليقات:

إرسال تعليق